السبت، 3 أغسطس 2019

الموسوعية والتخصص




الدكتور طارق السويدان، حاز على درجة البكالوريوس في الهندسة، ومع ذلك قدم لنا روائع القصص، ابتداءً بالأنبياء، مرورًا بالسيرة النبوية، وانتهاءً بسير الخلفاء الراشدين والصحابة وأولي الفضل من التابعين، وأتى إلينا بدورات قيّمة في صناعة النجاح، وأساليب الإدارة، والتخطيط ووضع الأهداف، وفن الإلقاء، وغير ذلك من البرامج والدورات والمؤلفات التي هي غايةٌ في الدقة والإتقان كمًّا ونوعًا، بشهادة المتتبعين والمتابعين، أي أن الله وفّقه ليغرف غرفةً بيده من بحور العلم المتفرقة.
مدرس رياضيات للصفوف الأولية بالمرحلة الابتدائية، أُسندت له حصص تدريس مادة القرآن الكريم لإكمال نصابه، ما أثار حفيظة موجّه الرياضيات الذي يرى أنه غير متخصص في المادة، فقلنا له بأن ذلك المدرس قد منّ الله عليه بحفظ القرآن الكريم كاملًا، ويعمل مدرسًا لتحفيظ القرآن الكريم في الفترة المسائية، فقبل على مضضٍ ونفسه تحدثّه بأن المدرس غير متخصص.
لا أعلم ما هو التخصص الذي يرجو الموجه نواله، ويبتغي الوصول إليه؟؟!
أن لا يحفظ مدرس القرآن جدول الضرب؛ لأنه متخصص في القرآن الكريم؟!
أن لا يستطيع مدرس الرياضيات إعراب ذهب خالد إلى المدرسة؛ لأنه متخصص في الرياضيات؟!
أن لا يعرف مدرس اللغة العربية ما معنى I go to school every day ؟؟
طلب العلم لا يقتصر على فنٍ واحدٍ، أو بحرٍ واحدٍ، وتاريخنا مليءٌ بعلماء جمعوا من أصناف العلوم، بل لا نكاد نجد من علماء السلف من عُرف بأنه تخصص في علم واحد فقط.
رأينا هذا صوابٌ يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب.
والسلام مسك الختام،،،     



2008/5/15 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق