السبت، 3 أغسطس 2019

الفشل والإبداع


أنا لا أؤمن بأن هناك شخصًا في هذا الكون فاشلٌ كلياً، أي أنه صفر، معدوم من أية إمكانيات، خالٍ من أية مواهب. ولأثبت وجهة نظري أضرب مثالًا بسيطًا: هل تعرف كيف تصنع كرسيًّا من الخشب؟
لا...
إذًا فمن يفعل ذلك، يملك شيئًا لا تملكه، فهو منجز في مجاله ومتميز.
التميز في نظرة مجتمعنا قاصر على بعض الفئات ومختصٌّ به.
فمن يلتحق بكلية الطب متميز، ومن يدرس الهندسة مبدع، وما سوى ذلك فأناس عاديون ينقصهم التميز والإبداع.
الأطباء وهم صفوة المجتمع والذين يشار إليهم بالبنان، يعملون في أقل المجالات إبداعًا؛ لأن الطبيب يطبق ما تعلمه بالحرف، ولا يجاوز ذلك مقدار بنان. أي أن رجل الديكور المحتقر المزدرى يملك حسَّ الإبداع أكثر من الطبيب.
كليات الطب والهندسة تشتكي دومًا من الطاقة الاستيعابية، بينما تكتفي الكليات الأخرى بهشِّ الذباب.
صاحب الحرفة اليدوية يتقدم ليطلب الزواج فيرفض بكل سهولة، في الوقت الذي يتقدم فيه الطبيب فيعطى أربعة صافية من الضرائب وشاملة التوصيل المنزلي مجانًا.
الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهم أشرف الخلق عملوا في المهن اليدوية، فنوح كان نجارًا، وإدريس كان خطاطًا، وداوود كان حدادًا، وسيد البشر محمد رعى الغنم، وعمل بالتجارة.



2008/12/14 م 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق