السبت، 3 أغسطس 2019

العلاقات العابرة


أتحدث برأيٍ شخصيٍ، ليست دراسةً اجتماعيةً متخصصة.
لماذا يلجأ الكثير من الشباب والصبايا في مرحلة المراهقة إلى الارتباط ببعضهم، بعلاقاتٍ عابرةٍ في الطرقات، وبالأحرى وقت الانصراف من المدارس؟
نسبةٌ كبيرةٌ منهم يعوضون النقص في العطف والحنان المفقودين في البيت، فالأب أغلب الوقت خارج المنزل، والأم وهبت نفسها لتدبير المنزل، أو نذرت حياتها لزيارة صويحباتها، هذا إن لم تكن قد أبرمت عقدًا أبديًّا مع الهاتف أو جهاز الاستقبال، والأخ غارقٌ بعلاقةٍ هو الآخر، وبالكاد يتذكر اسم أخيه وسنة ميلاده، والأخت لا تعدو كونها جاريةً تتلقى الأوامر.
أي أن الأسر تدفع بأبنائها غير مدركةً لمثل هذه العلاقات.
آخرون منهم يعملون بالمثل faddish thing to do  "مع القوم يا شقراء"، أي أنها موضةٌ ساريةٌ بين الشباب، ويجب مواكبتها، وإلا اتُهموا بالجنون والتبلّد العاطفيّ.
ومنهم من يسبح بهذه العلاقات في بحر الحياة الرومانسية، متأثرين بالسينما، فهم يتراسلون .. يتواعدون .. 
يتقابلون .. 
يخططون .. 
ومن ثم لخططهم ينفذون. 
شعارهم:
سنكتب على جدران الزمن        
إن عشنا عِشنا معًا         
وإن متنا سيجمعنا الكفن
وأما ذاك .. آه من ذاك .. فهو زير عصره، ودنجوان زمانه، وسيمٌ جذابٌ، يجيد تعسيل الكلام، يحسن انتقاء الملابس، يتقن اقتباس الأبيات، يمتاز في الغناء، يأتي بالبنت بإشارةٍ ويذهب بها بإشارة، أرستقراطيٌّ من طبقة النبلاء. مسكينٌ يظنّ نفسه كذلك.

أوهامٌ يعيشونها يسمونها "الحبّ" مغمورون في أحشائها، سابحون هم في أرجائها.



2008/3/9 م 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق