ضائعٌ
أنا بدونها، تائهٌ أنا بالبعد عنها.
في
عزلتي اخترتها الرفيق، في وحدتي جعلتها الصديق.
فكانت
نعم الرفيق ونعم الصديق، ونعم الأنيس ونعم الونيس، ونعم الخليّ ونعم الصفيّ.
فما تعدّ ولا تحصى عجائبها ولا تسامُ على الإكثارِ بالسأمِ
في
بادئ الأمر تعرفتُ إليها غير محبٍّ لها، أو مكترثٍ بأمرها، أو آبهٍ لشأنها.
لكنها
رويدًا رويدًا أخذتني إلى عالمها ..
أبهرتني
بسحرها ..
كشفت
لي عن مفاتنها ..
أذاقتني
لذيذ شهدها ..
أسقتني
قرير كأسها ..
أما
الآن وقد عرفتُ قدرها، وفطنتُ حقيقتها، لا أتحمّل جفاءها يومًا.
وإني
لأتحسّرُ وأتندّمُ على لحظاتٍ عشتُها متجاهلًا لها، متخليًّا عنها.
وإني
لأحزنُ وآسى على شبابٍ هجروها، واستبدلوها بأخرياتٍ لا يملكن عشر مناقبها
ومزاياها.
2008/6/6 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق