عاملٌ
بسيطٌ يعمل بأحد المصانع بأجرٍ زهيدٍ، ويجاور ذلك المصنع مقهى يستريح فيه العمال
بعد عناء يومٍ شاقٍ مليءٍ بالأعمال.
تزوّج
هذا العامل بامرأة شابة من عائلةٍ فقيرةٍ، وعاشا في هناءٍ وراحة بالٍ، وما هي إلا
شهور قلائل، ورزقا بطفلٍ أغمرهما بالحبِّ والسعادةِ، تلاهُ أخيّتهُ.
وأعقبت
الأيامُ اللياليَ، وأثقلت الأعباءُ كاهل ذلك العامل، وكثرت الالتزامات الماليّة،
وأصبحت المسؤولية ثقيلة.
أحسّ
العامل بضيق الحال وفكّر بعملٍ إضافيٍّ ليوفر دخلًا أكبر لعائلته، فراح يسأل عن أي
عملٍ وبأي مرتبٍ، وبدأ بالمقهى المجاور للمصنع، وكان له ما أراد.
عاد
إلى البيت فرحًا ليبشّر زوجته بالخبر السارّ، فصرخت الزوجة: وامصيبتاه!
دُهش
الرجل وسألها عن السبب فردّت: تطأطئ رأسك لزملائك من أجلنا!
وماذا
تفعل هذه إذاً؟ وأشارت إلى آلة الخياطة التي كانت قد ورثتها عن أمها.
أزالت
الغبار عن آلة الخياطة، وبدأت تعمل عليها ليل نهار، استمرت في ذلك مدة عشرين سنة
حتى انحنى ظهرها من ذلك.
وهبت
عمرها، ضحت بشبابها، أفنت صحتها من أجل زوجها وأبنائها.
أحنت
ظهرها عشرين سنة لئلا يطأطئ زوجها رأسه مرة واحدة.
صدق
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين قال:" الدنيا متاع، وخير متاعها:
الزوجة الصالحة".
1429/11/28هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق