منظومة القراءة المتكاملة
"قراءة القرآن الكريم"
بتتبع عددٍ من القراء، والمتقنين من أهل الأداء، وصلت إلى نتائج وهي تعبر عن رأي شخصي بحت، بأن هناك عددًا من العناصر متى توفرت في قارئ النص القرآني، فإنه يمكن القول بأن قراءته متكاملة، ومؤثرة، ومقبولة عند أكبر عددٍ من المستمعين. وهذه العناصر هي:
1ـ التمكن من النص المقروء حفظًا: فإن اللحن في النص سواءً كان جليًّا أو خفيًّا، كثيرًا أو قليلًا، يُفقد المستمع تركيزه ويصيبه بالملل والارتياب.
2ـ التجويد: على أقل تقدير أن يأتي بالأحكام التجويدية الأساسية، مثل أحكام النون الساكنة والتنوين، والمدود، ناهيك عن الإتيان بدقائق الأمور في التجويد مثل الروم والإشمام...
3ـ الوقف والابتداء: وهما مندرجان تحت التجويد عامة، لكنني أفردتهما؛ لأهميتهما في التلاوة، يقول علي بن أبي طالب عن التجويد: "هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف"، ولأن الإلمام بهما حال القراءة يفسر معنى كثيرٍ من الآيات، والإخلال بهما يعطي معنى مغايرًا للآية.
4ـ فهم معاني الآيات: وإن كان فهمًا ظاهرًا؛ لأنه يخدم العنصر السابق بشكل كبير، ولما في ذلك من دورٍ هام في التدبر الذي هو روح قراءة القرآن.
5ـ إدارة الصوت: وهو مجال واسع ويتفرع منه عدة نقاط مثل:
أ ـ معرفة الطبقات الصوتية (دندنة، قرار، جواب، جواب الجواب).
ب ـ علم المقامات.
ج ـ الإيقاعية والموسيقية.
وخلاصة القول في إدارة الصوت، فإن على القارئ أن يراعي تناسب النص مع الطبقة الصوتية والمقام المقروء به، وكمثالٍ هناك بعض المقامات تشتهر بالصبغة الحزينة، مثل: الحجاز، الصبا. فتناسب هذه المقامات النصوص التي تتحدث عن العذاب مثلًا.
6ـ جمال الصوت: وضعنا هذا العنصر في الأخير رغم أهميته لأسباب منها:
أ ـ أن جمال الصوت هبة ربانية غير مكتسبة، وكل الأمور سالفة الذكر هي أمور يمكن تعلمها واكتسابها.
ب ـ كثير من مشاهير القراء وأئمة المساجد لم يرزقوا جمال الصوت، لكنهم أتقنوا بقية العناصر، فسارت بقراءتهم الركبان.
7ـ الإخلاص لله عز وجل: فلا خير يُرجى من قارئٍ يقرأ القرآن من أجل الرياء والسمعة، ومن أجل التكسب.
8ـ طلب التوفيق من الله: يقول الإمام البوصيري
ولا تقل لي بماذا نلت جيّدها
فما يقال لفضل الله ذا بِكمِ
لولا العناية فيه كان الأمر على
حدّ السواء فذو نطقٍ كذي بَكَمِ